دول معترفة بتايوان 2025

الدول التي تعترف بدولة تايوان

تُعد قضية الاعتراف الدولي بتايوان واحدة من أكثر القضايا الجيوسياسية حساسية في العلاقات الدولية المعاصرة. تقع تايوان، المعروفة رسميًا باسم “جمهورية الصين” (Republic of China – ROC)، في شرق آسيا، وتدير نفسها كدولة ذات حكومة مستقلة ونظام سياسي واقتصادي متطور منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949. ومع ذلك، فإن جمهورية الصين الشعبية (جمهورية الصين الشعبية – PRC)، التي تأسست بعد استيلاء الحزب الشيوعي على البر الرئيسي للصين، تعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وترفض أي شكل من أشكال الاعتراف الدولي بها كدولة مستقلة.

أدى هذا الموقف الصيني إلى ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية هائلة على الدول لقطع علاقاتها الرسمية مع تايوان، ما أسفر عن تقليص عدد الدول التي تعترف رسميًا بها بشكل تدريجي عبر العقود الماضية. وفي ظل هذا السياق، يُنظر إلى كل اعتراف دبلوماسي بتايوان كخطوة سياسية ذات تداعيات كبيرة على العلاقات مع بكين.

خلفية تاريخية وسياسية

بعد الحرب الأهلية الصينية، لجأت حكومة جمهورية الصين (التي كانت تحكم كامل الأراضي الصينية) إلى جزيرة تايوان، حيث استمرت في الحكم من هناك، واحتفظت بمقعد الصين في الأمم المتحدة حتى عام 1971، عندما تم نقل المقعد إلى جمهورية الصين الشعبية بقرار الجمعية العامة رقم 2758. بعد هذا القرار، بدأت غالبية الدول بقطع علاقاتها الرسمية مع تايوان وإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين الشعبية.

تبنت الصين سياسة “صين واحدة”، التي تشترط على أي دولة ترغب بإقامة علاقات دبلوماسية معها ألا تعترف بتايوان كدولة مستقلة. وهذا ما أدى إلى تقليص عدد الدول المعترفة رسميًا بتايوان من أكثر من 70 دولة في منتصف القرن العشرين إلى أقل من 15 دولة اليوم.

عدد الدول المعترفة رسميًا بتايوان

اعتبارًا من عام 2025، لا يتجاوز عدد الدول التي تعترف رسميًا بجمهورية الصين (تايوان) 13 دولة فقط. وتشمل هذه الدول مجموعة من الدول الصغيرة والنامية، خصوصًا في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، والمحيط الهادئ، بالإضافة إلى بعض الدول الأفريقية.

الجدول التالي يوضح قائمة الدول المعترفة رسميًا بتايوان حتى العام الحالي:

أهمية الدول المعترفة بتايوان

رغم أن عدد هذه الدول قليل نسبيًا، إلا أن استمرار الاعتراف الرسمي بتايوان من قبلها يحمل أهمية سياسية رمزية كبيرة. فكل اعتراف رسمي يُعد تأكيدًا على وجود دولة ذات سيادة في مواجهة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية من الصين، ويُسهم في دعم تايوان على الصعيد الدولي، خصوصًا في المنظمات غير الحكومية والمحافل الدولية التي لا تتطلب الاعتراف الرسمي الكامل.

بعض هذه الدول تتلقى مساعدات تنموية مباشرة من تايوان تشمل:

• دعم مشاريع البنية التحتية (الطرق، الكهرباء، المياه).

• منح دراسية للطلاب للدراسة في الجامعات التايوانية.

• دعم تقني في مجالات الطب والزراعة.

• تعاون في مجالات الطاقة النظيفة وتقنيات الاتصالات.

الدول التي قطعت علاقاتها مع تايوان

شهدت السنوات الماضية تحولًا كبيرًا في العلاقات الدولية مع تايوان، حيث قامت عدة دول بقطع علاقاتها الرسمية بها لصالح الاعتراف بالصين الشعبية، ومن أبرز هذه الدول:

• نيكاراغوا (2021): أعلنت في ديسمبر 2021 قطع علاقاتها مع تايوان والاعتراف بجمهورية الصين الشعبية.

• السلفادور (2018): قطعت العلاقات الرسمية بعد عقود من التعاون.

• جمهورية الدومينيكان (2018): أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين.

• باناما (2017): اعتبرت علاقتها مع الصين ذات أولوية اقتصادية.

• جزر سليمان وكيريباتي (2019): قررتا التحول الكامل نحو الاعتراف بالصين.

هذا التراجع سببه الأساسي هو الاستثمارات والمساعدات الاقتصادية الضخمة التي تعرضها بكين مقابل قطع العلاقات مع تايوان.

العلاقات غير الرسمية لتايوان

رغم العزلة الدبلوماسية الرسمية، إلا أن تايوان تتمتع بعلاقات غير رسمية قوية مع معظم دول العالم المتقدم. هذه العلاقات تُدار عبر “مكاتب تمثيلية اقتصادية وثقافية”، وهي أشبه بسفارات غير رسمية.

أبرز الدول التي تحتفظ بعلاقات غير رسمية قوية مع تايوان تشمل:

• الولايات المتحدة الأمريكية.

• اليابان.

• كندا.

• أستراليا.

• معظم دول الاتحاد الأوروبي.

هذه العلاقات تشمل مجالات التعاون الاقتصادي والتقني والعلمي، بل وحتى التعاون العسكري غير المعلن في بعض الحالات. كما أن تايوان عضو فعال في منظمات غير حكومية ومنتديات اقتصادية كمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC).

الدعم الدولي لتايوان في المحافل الدولية

رغم حرمان تايوان من عضوية الأمم المتحدة والعديد من منظماتها التابعة، بسبب سياسة “صين واحدة”، إلا أن تايوان تسعى دومًا لتوسيع تمثيلها الدولي في المحافل المختلفة. ويُقدم بعض الحلفاء دعمًا قويًا لها في هذا الاتجاه، لا سيما في مجالات الصحة العالمية (مثل منظمة الصحة العالمية) والطيران المدني والبيئة.

في السنوات الأخيرة، ازدادت الدعوات لضم تايوان إلى المنظمات الدولية على خلفية أدائها المتقدم في مجالات عدة، لا سيما الصحة العامة (كما ظهر في جائحة كوفيد-19)، مما جدد الجدل الدولي حول ضرورة إعادة تقييم وضعها الدولي.

التحديات المستقبلية

تايوان تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على تحالفاتها الدبلوماسية القليلة. إذ أن جمهورية الصين الشعبية تواصل استخدام قوتها الاقتصادية والسياسية لإقناع الدول النامية بالتخلي عن تايوان. في المقابل، تعمل تايوان على:

• تعزيز الشراكات الثنائية عبر دعم التنمية.

• استثمار قوتها الاقتصادية والتكنولوجية في تعزيز نفوذها الدولي.

• تقديم نموذج ديمقراطي ناجح في منطقة يغلب عليها الطابع السلطوي.

الخلاصة

الوضع الدولي لتايوان يُمثل أحد أكبر التحديات في النظام الدولي القائم، ويعكس صراعًا صامتًا بين نموذجين سياسيين متضادين: النموذج التايواني الديمقراطي الليبرالي من جهة، والنموذج الصيني السلطوي الصاعد من جهة أخرى. ورغم أن تايوان لا تحظى باعتراف واسع النطاق كدولة مستقلة، فإن قدرتها على الحفاظ على علاقات رسمية مع عدد محدود من الدول، إضافة إلى علاقات غير رسمية قوية مع القوى الكبرى، يجعلها كيانًا فاعلًا ومؤثرًا في الساحة الدولية، حتى في ظل الحصار الدبلوماسي المتزايد.

المراجع:

1. Ministry of Foreign Affairs, Republic of China (Taiwan): https://www.mofa.gov.tw

2. United Nations General Assembly Resolution 2758 (1971)